الخطاب الرحلي في کتاب الاعتبار لأسامة بن منقذ (ت 1188 م)

نوع المستند : مقالات بحثیة أصیلة

المؤلفون

1 باحثة دکتو ا رة کلية اللغات والترجمة جامعة جدة

2 استاذ بقسم اللغة العربية کلية اللغات والترجمة-جامعة جدة

المستخلص

         يُعدُّ الخطابُ وحدةً تواصليةً، تنتظمُ بها  الجملُ على نسقٍ معينٍ ينتجهُ مخاطِبٌ ويبثُّه لمخاطَب وفقَ مقاصدَ ومرجعياتٍ  محددةً، يدورُ حولَها الخطابُ، مكتسِباً من هذهِ المقاصدَ  التعريفَ أو التخصيصَ، تبعاً لهذا تنوعتْ الخطاباتُ وتنوعتْ مضامينُها وموضوعاتُها واختلفتْ آلياتُ ومناهجُ دراسَتِها، من ذلك  الخطابُ الرحلي الذي يُعرَفُ بأنّهُ عمليةُ تلفّظٍ لفعلِ الرحلةِ ذاتِها حيثُ يُصَوِرُ الرحالةُ فيها الأماكنَ المتنقلِ بينها، ويُعد المكانُ عنصراً رئيساً في هذا  الخطابِ، ذلك أنه الهدفُ والمقصدُ من الرحلةِ ذاتِها، وجزءٌ رئيسٌ فيها، يؤثرُ في الرحالةِ  ويتأثرُ به. وقد تناولت الدراسة كتاب الاعتبار لأسامة بن منقذ (584هـ) بإلقاء الضوء على الخطاب الرحلي فيه، على الرغمِ من أنَّه يُعدُ أولَ كتابٍ في السيرةِ الذاتيةِ، حتى غدا مجالاً خصباً للعديد من دارسي الخطابِ السّيَرِي، إلا أن ملاحظة حضور الخطاب الرحلي كانت من  خلالِ تركيزِ المخاطِبِ على وصفِ رحلاتِهِ ورصدِ مشاهداتِهِ حولَها، مُقَدماً وثيقةً حيةً للعلاقةِ بينَ الشرقِ والغربِ وصورةً دالةً على عمليةِ المثاقفةِ بينَ الشعوبِ وتصويرِ حياتِهِم، وقد ضمَّ الكتابُ ما يزيدُ على ثلاث وثمانينَ رحلةً جابَ فيها هو والرواة الوسطاء وُجْهاتٍ عدةً ، وبتعددِ هذه الوجهاتِ تنوعتْ المشاهداتُ والرؤى مما يجعلُه مجالاً خصباً لدراسةِ الخطابِ الرحلي. ونتيجةً لرحلاتِ أسامةِ بن منقذ إلى أماكنَ متعددةٍ  متنوعةٍ، فإنهُ يخرجُ في خطابِهِ الرحلي من حدودِ المكانِ الى جنباتِ الفضاءِ الواسعِ على اعتبارِ أن الفضاءَ ما هو إلا مجموعُ الأمكنةِ، و ما تتضمنُهُ هذهِ الأمكنةُ من دلالاتٍ متنوعةٍ، بناءً على هذا كلِّه كانَ عنوانُ  الدراسة: "الخطاب الرحلي كتاب الاعتبار لأسامة بن منقذ ت 1188م "

الموضوعات الرئيسية