سيرة الموت : دراسة في السيرة الذاتية لكالانيثي "عندما تتحول الأنفاس إلى هواء"

تتناول هذه الدراسة سيرة الموت لبول كالانيثي "عندما يصبح النفس هواء"، واعتمدت الدراسة في إطارها النظري على "سيرة موت النفس" والتي تناولها العديد من المنظرين. استطاع كالانيثي أن يجعل مواجهة الموت حياة ، وذلك من خلال توظيف سيرة الاحتضار أو الأنفاس الأخيرة كأداة في تغيير المفهوم التقليدي للموت ، والذي يحاول الإنسان يائسًا الفرار منه ودرءه حيث يمثل بداية النهاية والفناء. وما دفع كالانيثي إلى كتابة هذه السيرة هو إصابته بسرطان الرئة، وقد استطاع من خلال هذه السيرة إبراز كيف اضطره هذا المرض إلى إعادة النظر في مفهومه عن الموت وأوليات الحياة ، وكيف فرض عليه تغييرات جوهرية في مسار حياته العائلية والاجتماعية كابن وزوج وأب وحياته العملية حيث حوله المرض من طبيب يعالج المرضى إلى مريض يكافح من أجل البقاء. ولكنه بمثابرته وصبره و تحديه ؛ استطاع ابتكار بعض الأساليب التى حولت حياته من الانهزامية واليأس في مواجهة الموت وصدمة أصابته بهذا المرض الخبيث إلى التعايش مع هذا المرض ومحاولة استعادة الأمل كي يبقي على قيد الحياة، كما أنه تطلع إلى تخليد ذكراه ؛ وذلك بجعل الأيام القليلة التي سيحياها عابقة بالمعاني و القيم الحياتية والأخلاقية.

.