اضواء على صناعة النسيج بمدينة زبيد في عهد بنى رسول من خلال کتاب نور المعارف

نوع المستند : عروض الکتب فى مجالات الآداب واللغات الإنسانیات العلوم الاجتماعیة

المؤلف

أستاذ مساعد التاريخ الإسلامي كلية الآداب والتربية بالقريات جامعة الجوف

المستخلص

ازدهرت صناعة النسيج فى زبيد ازدهاراً واضحاً فى عهد الدولة الرسولية ، وساعد على ذلك عدة عوامل منها ، توافر المواد الخام اللازمة لتطور هذه الصناعة سواء ما كان ينتج منها محلياً ، أو ما كان يجلب من الخارج ، ومن أبرز هذه الخامات القطن والكتان والحرير بالإضافة إلى الصوف وشعر الماعز ومواد الصباغة .
ومن العوامل المساعدة أيضاً على تقدم تلك الصناعة بزبيد ما لقيته من تشجيع الحكام لها ، حيث كانت المنسوجات تدخل ضمن قوائم التحف والهدايا التى حرص سلاطين اليمن وملوكها على إهدائها فى العديد من المناسبات المختلفة لأعيان الدول وضيوفها من جهة ، وإلى سلاطين الدول المجاورة من ناحية أخرى .
وقد تعددت دور الطراز – الديباج – فى اليمن ، وأنتجت أنواعاً متعددة من النسيج ، وحظيت زبيدة بصفة خاصة بشهرة ذائعة فى هذا المجال ، وكانت تختص بصناعة المنسوجات الخاصة بسلاطين بنى رسول ورجال البلاط ، إضافة إلى دار الطراز العاملة لسد حاجة أهل البلاد من المنسوجات المختلفة ، وهذه الدار تعمل تحت إشراف الحكومة ، وتقوم بتزويد الأسواق اليمنية بما تحتاجه من المنسوجات الشعبية .
وقد زودنا كتاب نور المعارف بأسماء عدد من شيوخ هذه الصنعة وأتقنوها مثل محمد بن عمر بن عنبر الحريري وريحان البراجمى وغيرهما من شيوخ الصنعة ومن أشهر أنواع المنسوجات ، ثياب الكعبة المشرفة ، وتمر صناعة هذا الثياب بعدة مراحل مثل قطع النسيج لشرائح ، تم الصباغة بعدة ألوان ، وثياب الرجال والنساء بأشكال متعددة ، ثم يستعرض البحث أسعار المواد الخام ، ثم ضريبة الأجرة التى يتناولها الصانع ، وأجرة الصانع ، وما أن تنتهى العملية الصناعية تحمل المصنوعات إلى أسواق مدن اليمن ويقدم البحث أجرة الحمل إلى كافة هذه المدن ، ثم يتناول البحث عوامل انحطاط هذه الحرفة بزبيد مثل إرهاق الحرفيين بالضرائب الجائرة ، إضافة إلى كثرة التمردات مما أدى إلى خراب القرى ونهب المزارع وتوقف حركة التجارة نتيجة قطع الطرق ، كل ذلك أدى إلى انحطاط صناعة النسيج بمدينة زبيد .