الهجرة العائدة وإعادة تشكيل الثقافة الإنجابية: دراسة ميدانية للعائدين من مجتمعات غربية

نوع المستند : عروض الکتب فى مجالات الآداب واللغات الإنسانیات العلوم الاجتماعیة

المؤلف

مدرس ـ جامعة المنيا ـ كلية الآداب قسم الدراسات السكانية

المستخلص

         استهدفت الدراسة محاولة استكشاف العلاقة المتشابكة بين الهجرة العائدة والخصوبة كأحد عاملي الزيادة الطبيعية للسكان، وذلك من خلال استكشاف ملامح ثقافة الإنجاب لدى العائدين من مجتمعات غربية، ومدى إسهاماتهم في إعادة تشكيل الثقافة الأصلية بمجتمع الدراسة. ولهذا طرحت الدراسة عدة تساؤلات حول طبيعة الثقافة الإنجابية للموطن الأصلي للمهاجرين العائدين، ومدى اكتساب هؤلاء لثقافة إنجابية جديدة في بلدان المهجر، أو نقل الثقافة الأصلية للمجتمع المتلقي أثناء فترة الهجرة، كما تساءلت الدراسة حول إسهامات العائدين في نشر ثقافة الإنجاب التي عادوا بها لدى جماعات الأقارب والأصدقاء والجيرة، ومن ثم إعادة تشكيل الثقافة الإنجابية الأصلية. اتخذت الدراسة من منظور الانتشار الثقافي، والتكيف الاجتماعي، والممارسة "لبورديو" موجهًا نظريًا، كما اعتمدت على منهج دراسة الحالة، ودليل مقابلة متعمقة شبه مقنن كأداة لجمع البيانات. وطُبقت الدراسة على عينة قصدية قوامها عشر حالات من الأزواج العائدين من بلدان أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ويقيمون بمحافظة المنيا بصعيد مصر وقت إجراء الدراسة، وقد كشفت النتائج العامة عن وجود الكثير من الدلائل التي تؤكد بقاء الثقافة الإنجابية المشجعة لزيادة الإنجاب بالمجتمع، بما تتضمنه من عادات وتقاليد وقيم تؤيد الزواج المبكر، وختان الإناث، وتفضيل إنجاب الذكور، والإنجاب المباشر للزواج، وعدم استخدام وسائل تنظيم الأسرة للأزواج، وعدم الاكتفاء بطفلين. كما أشارت التحليلات المتعمقة لتعرض واكتساب عينة الدراسة لثقافة إنجاب جديدة تشجع على ضبط الخصوبة أثناء فترة الإقامة، كان من سماتها تأخير سن الزواج، وعدم الإنجاب المباشر للزواج، والمساواة في النوع عند الإنجاب، ومناهضة ختان الإناث، واستخدام الأزواج لوسائل تنظيم الأسرة، والاكتفاء بطفل أو اثنين على الأكثر. وقد ترتب على ما سبق أن عاد المهاجرون للموطن الأصلي بتلك الثقافة، فضلاً عن محاولاتهم في نشرها ونقلها لمن حولهم، ورغم مواجهة عقبات الموروثات الثقافية، كان الأقارب هم أكثر من تأثروا ببعضها، يليهم الأصدقاء فالجيران.
 

الكلمات الرئيسية