واقعية الكيان لدى نانسي كارترايت: واقعية العالم المُرقّط

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

Cairo University Faculty of Arts

المستخلص

     أقر بعض الواقعيين العلميين المعاصرين بأن النظريات العلمية الناجحة غالبًا لا تكون صادقة، لكنها مع ذلك صادقة بشكل تقريبي. لم يجعل هذا التصريح الواقعية منيعة أمام الشك اللاواقعي؛ إذ لا يزال من الممكن القلق بشأن مشكلات الاستقراء التشاؤمي. لعبت هذه المشكلة دورًّا كبيرًا في تشكيل الوجه الحديث للواقعية العلمية؛ فقد بحث الواقعيون الانتقائيون المتشككون من بين عدة ادعاءات متضمنة في النظريات العلمية عن ما هو أكثر ضمانًا إبستمولوجيًّا، وانقسموا إلى معسكرين محددين: واقعية بنيوية، وواقعية كيان، والأخيرة شكل معتدل من الواقعية العلمية، يعتقد أنصارها في إمكانية التسليم بوجود بعض الكيانات غير الملاحظة – كالإلكترون- التي تفترضها أفضل النظريات العلمية، في حين لا تصدق على كل ما تصرح به هذه النظريات. ويصرح المدافعون عن هذا الموقف بأمور مختلفة، لكن جميعهم يُشيرون إلى أهمية الاتصال العِلّيّ الخاص بالكيانات المعنية.
     وسنناقش في هذه الدراسة واقعية كيان فيلسوفة العلم نانسي كارترايت على وجه الخصوص؛ إذ دافعت عن القيمة الإبستمولوجية للاتصال العِلّيّ، وصرحت بأنه إذا سلم المرء بتفسير عِلّيّ لظاهرة معينة، وجب عليه التسليم بواقعية كيان هذه الظاهرة والعِلَّة ذات الصلة. ومِن ثَمَّ، قد تصبح واقعية كيانها ملجأ للواقعي في مواجهة الانقطاع التاريخي الواقع بين النظريات العلمية. لكن كيف يصبح لدى المرء معرفة بوجود كيانات بمعزل عن النظريات الواصفة لخصائصها وعلاقاتها العِلّيّة؟ وكيف يمكن الزعم بأن العلماء يتحدثون عن الكيان نفسه، بينما لدى أجيال مختلفة منهم تصورات مختلفة حوله؟ ولكي تتمكن الدراسة من الإجابة عن تلك الأسئلة السابقة، فإنها ستعتمد على المنهج التحليلي النقدي، الذي يهدف إلى تحليل المفاهيم والمشكلات المتضمَّنة في نصوص كارترايت؛ وذلك في محاولة لقراءتها قراءة نقدية، تحاول فهمها، وتحليلها.    
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية