تطور الروبوتات البشرية: قراءة تحليلية ما بعد الإنسان لعمل الخيال العلمي الذكاء الاصطناعي

لقد أصبح الذكاء الاصطناعي أكثر التطورات التكنولوجية أهمية في الآونة الأخيرة، ونفهم من وصف الذكاء بالاصطناعي بأن الهدف من هذا المجال العلمي هو بناء آلآت وروبوتات ذكية تستطيع محاكاة بل ومنافسة الذكاء البشري وبالتالي تأدية المهام بكفاءة أعلى من البشر. حثت الصياغة اللغوية المتناقضة لمصطلح "الذكاء الاصطناعي" إلى طرح إشكاليات وتساؤلات يقوم البحث بمناقشتها ودراستها وتتمثل في طبيعة علاقة الإنسان بالذكاء الاصطناعي في المستقبل وأيضًا مصير البشرية في ظل التطور السريع لما يسمى بالروبوت البشري. يقوم البحث بهذه الدراسة من خلال تحليل ونقد فيلم الخيال العلمي، الذكاء الاصطناعي (2001)، للمخرج ستيفن سبيلبرج، والذي تم اقتباسه من قصة الخيال العلمي القصيرة، الألعاب الخارقة تبقى طوال الصيف (1969)، للكاتب برايان ألديس. يهدف هذا البحث من خلال منظور "ما بعد الإنسان" إلى دراسة الإحتمالية المتزايدة لتفكيك الثنائية القائمة بين البشر وروبوتات الذكاء الاصطناعي في العمل المختار عن طريق نقد وتحليل انطماس الاختلافات والتباينات بين "الأنا"، متمثلة في الشخصيات البشرية في العمل، و"الآخر" متمثلًا في شخصيات روبوتات الذكاء الاصطناعي خاصة الروبوت ديفيد، وهذا يعزز بدوره استنتاج احتمالية إلغاء التسلسل أو الهيكل الهرمي بين الآدمي وغير الآدمي. في هذا السياق، يهدف البحث إلى استقصاء الرؤية المستقبلية في العمل المختار والذي يتبنى رؤية مستقبلية بائسة ما بعد نهاية العالم حيث ستقوم روبوتات في غاية التطور بمحو الجنس البشري تدريجيًا وتحل محلهم. بالتالي يقوم عمل الخيال العلمي المختار الذكاء الاصطناعي باختراق حدود الواقع والزمن الحاضر لتخيل مستقبل لا دور لنا فيه حيث يتم فيه تفكيك مفهوم "الإنسان" كما هو معروف لدينا وتطور وجود غير بشري جديد يختلف عن ماهيتنا التي نألفها.