سياسات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مؤسسات المعلومات السعودية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحثة دكتوراه قسم علم المعلومات – كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية – جامعة الملك سعود

المستخلص

لقد أحدث الذكاء الاصطناعي الثورة الصناعية الرابعة، بل أكثر من ذلك، لأنه بصدد إحداث ثورة ثقافية، ولا ينكر أحد أنه سوف يغير مستقبلنا، ولا نعرف كيف سيحدث ذلك، وهذا ما يجعله مغريًا ومُخيفًا في نفس الوقت.
ورغم ذلك، أصبحت بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي محلّ شك: فمنها تجميع معطيات فيها انتهاك للحياة الخاصة، وخوارزميّات للتعرّف على الوجه يُفترض استعمالها لتحديد سلوك عدواني أو فيه تحيز عنصري، فالذكاء الاصطناعي يُثير العديد من المشاكل الأخلاقية، التي يمكن أن تتفاقم خطورتها في المستقبل، وبينما يتقدّم البحث العلمي بسرعة فائقة فيما يتعلّق بالجوانب التقنية للذكاء الاصطناعي، نجده مُتعثّرا عندما يتعلّق الأمر بجوانبه الأخلاقية، صحيح أن العديد من الباحثين يعبرون عن قلقهم، وأن بعض الدول شرعت في التفكير الجدّي حول هذه المسألة، لكنه لا يوجد لحدّ اليوم أي إطار قانوني لتوجيه البحث مستقبلا على الصعيد العالمي.
وتُقدّم هذه الدراسة للقارئ ما يجب الاحتفاظ به بخصوص هذا الموضوع في مجال سياسات وضوابط وقواعد استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في مؤسسات المعلومات السعودية، فالذّكاء الاصطناعي بوضعه الحالي، ليس قادرًا على التفكير، فنحن ما زلنا بعيدين كل البعد عن إمكانية تحميل مُكوّنات الكائن البشري كافة في حاسوب.
وهذه الدراسة اعتمدت على المنهج الوصفي باستخدام الاستبانة كأداة رئيسة لجمع المعلومات من مجتمع الباحثين الذين يعتمدون على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في بعض مؤسسات المعلومات السعودية، وخلصت الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي يثير العديد من المشاكل الأخلاقية، مثل انتهاك الخصوصية والتحيز العنصري، وغير ذلك من المشكلات، وهو ما تنبهت إليه مبكرًا المملكة العربية السعودية لتطبيق الممارسات الأخلاقية للتقنيات الناشئة، وخاصة تقنية الذكاء الاصطناعي، فقد استحدثت هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي السعودية مهن ووظائف جديدة تتعلق بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، كما أنشئ المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالمشاركة مع منظمة اليونسكو لمتابعة سياسات تعزيز الوعي المجتمعي، وتوفير التدريب في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، كما اهتمت الهيئة الملكية لحقوق الملكية الفكرية بهذا الموضوع وتطبيقاته في المملكة لحفظ الحقوق الناتجة عن استخدام هذه التقنية الناشئة الحديثة وآثارها في المجتمع السعودي والعربي.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية