تأثر مغول فارس بالحضارة الإسلامية خلال الفترة (681هــ/ 1282م: 736 هــ؛ 1335م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب- کلية التربية الاساسية - قسم الدراسات الاجتماعية

المستخلص

إن عجائب الزمان لا تنقضي، وأكثرها ما حدث في تلك الفجيعة العظمى والمصيبة الكبرى اجتياح المغول أو التتار لبلاد الإسلام والمسلمين، وكيف تحولت تلك المحنة إلى منحة بدخلوا هؤلاء المتوحشين المحبين لسفك الدم وقطع النسل إلى أكبر ناصر لدين الله وشرعه الحنيف.
خرج التتار من آسيا الوسطى بعد موت المؤسس الأول جنكيز خان والذي كان قبل أن يموت قد قسم إمبراطوريته الواسعة على أولاده، فكان نصيب ابنه الكبير جوجي أو دوشي خان القسم الغربي من إمبراطوريته ويضم روسيا وبلوندة، وأعطى ابنه الثاني جغطاي أو جغتاي آسيا الوسطى، وكانت الصين من نصيب ابنه أوجتاي أو أكداي، وأعطى فارس لولده تولوي أو طولوي، وأسس كل واحد منهم أسرة حكمت المنطقة التي كانت من نصيبه.
وبعد اتصالهم بالمسلمين واطلاعهم على أسباب الحضارة عندهم، أخذوا يهتمون بكافة نواحي الحضارة الإسلامية، ويساهمون في بناء تلك الحضارة والثقافة البديعة، فاعتنقوا الإسلام، وخطبوا للخلفاء الراشدين في بلاد فارس وللخلفاء العباسيين في بلاد القفجاق، كذلك أخذوا على عاتقهم إعادة بناء الحضارة الإسلامية إلى سابق عهدها، ربما تكفيراً عن سيئاتهم، فحاولوا إصلاح ما أفسدته أيديهم.
والهدف من هذا البحث أن تكون هذه الوريقات خير شاهد وأبلغ رد على من يدعي أن الإسلام انتشر بالسيف فههنا السيف كان من غير أدنى شك مسلطًا على رقاب المسلمين، ولا يستطيع أحد أن ينكر دخول المغول الإسلام طواعية، فأول من أسلم منهم الأمير "بركة خان" أسلم طواعية وعن اقتناع تام منه وكذلك باقي المغول، وكيف لا فعندما يلامس الإسلام جدار القلب فلا يملك صاحبه إلا الدخول في دين الله، ومساندة الحق، ونبذ الكفر، وإعلان التوحيد .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية