جماليات التخفي في تغريبة بني حتحوت إلى بلاد الشمال للكاتب مجيد طوبيا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

Department of Arabic Language and Literature, Faculty of Arts and Human Sciences, Suez Canal University

المستخلص

التخفي يثري النص الأدبي ثراء جماليا ودلاليا، فمن خلاله ينطلق الروائي إلى الغريب والمفاجئ كما إنه من العناصر الفعالية لتجسيد تأزم الواقع، واستخدمت التغريبة التخفي للدلالة على نوازع حقيقة الإنسان ووجوده في الحياة وعلاقته بذاته وبالآخرين، وبهذا فإن إخفاء الحقيقة وإبراز نقيضها هي السمة الأولى لتجسيد هذا العنصر وإظهاره، فالتخفي له شفرة خاصة تتجلى في شخصيات الرواية وأحداثها وزمانها ومكانها، ويستخدم الروائي التخفي ليحرر السرد من السيطرة الأحادية، ليترك مساحة للتأويل وتعدد القراءات والرؤى، فتبرز فنيتها وجماليتها، ومن فوائد التخفي أيضا أنه يجذب انتباه المتلقي، ويدفعه لمتابعة مجريات الحكاية، ويخلد الحدث في ذاكرته، كما أنه يسهم في اختزال السرد، ويلجأ الروائي للتخفي للهرب من قيود الرقابة، والانزياح عن الواقع المتردي، فهو يصرح بالحقيقة المؤلمة من خلال استخدام ازدواجية اللغة، واستعمال التورية والتخفي والكناية والتعريض؛ لإيصال شفرات ساخرة بأسلوب غير مباشر، ويشكل التخفي سمة مميزة في رواية تغريبة بني حتحوت إلى بلاد الشمال، حيث اتخذ منه مجيد طوبيا استراتيجية كان لها أثر مهم في تشكيل الأفق الفكري الفلسفي للنص، ولجأ إلى ظاهرة التخفي لكشف الحقائق التاريخية، وتوعية المتلقي بتاريخه؛ حتى يتنبأ بمستقبله، وقد تفرد مجيد طوبيا في إعادة قراءة التاريخ ونسجه أدبيا، وقدرته على إشراك القارئ في استنباط الدلالات الخفية، والسؤال عن الأسباب التي أدت إلى تلك النتائج، وكان هدفه أيضا من إعادة قراءة التاريخ إظهار الذات القومية في مواجهة التحديات، من خلال إسقاط الحاضر على الماضي، وكانت غايته كذلك من إعادة قراءة التاريخ هو جذب المتلقين لإعادة قراءة التاريخ من خلال تيسير سير الأحداث.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية