الأسس المرجعيّة للتّسليم في كتاب "الإنصاف في مسائل الخلاف" لأبي البركات الأنباريّ

نوع المستند : مقالات بحثیة أصیلة

المؤلفون

1 باحثة في مرحلة الدّكتوراه- قسم اللّغة العربيّة/ جامعة اليرموك- إربد- الأردن

2 جامعة اليرموک- الأردن- إربد- کلية الآداب

المستخلص

تناقش هذه الدّراسة مسألة من المسائل الحجاجيّة في كتاب (الإنصاف في مسائل الخلاف) لأبي البركات الأنباريّ (ت577) وهي التّسليم وعدمه والتّسليم الاشتراطي في محاولة للوقوف على المرجعيّات الّتي ينبثق منها هذا النّوع من تفكير الأنباريّ؛ بوصفه عالمًا كبيرًا موسوعيًّا ومِنْ أهمّ الّذين صنّفوا في الخلاف وأصول النّحو؛ إذ يلحظ المطالع لكتاب الإنصاف استعمال الأنباريّ التّسليم وعدم التّسليم والتّسليم الاشتراطيّ في معرض مجادلته ومحاججته أطراف الخلاف، وهو بالتّسليم يبني من اعترافات الخصم الاستدلال في الاعتراض على مذهبه وبيان ضعفه وتهافُته وإبطاله.
والتّسليم بأشكاله عند الأنباري الّذي أخذ على نفسه مسؤوليّة الدّفاع عن فكرة معيّنة أو مذهب لطائفة من أصحاب العلوم إنّما يريد به إفحام الخصم من خلال محاولة إقناعه بالحقّ؛ فيستند المناظر إلى التّصديق بالمسلّمات المشتركة الّتي يقرّ بها الجمهور أو طائفة أو شخص ما.
تقوم دراستنا بتتبّع مواطن التّسليم وعدمه والتّسليم الاشتراطي واستقصائها وتحليلها؛ للوصول إلى مرجعيّة الأنباريّ التّسليميّة في معالجة مسائل الخلاف النّحويّة.
وخلصت الدّراسة إلى انبثاق مرجعيّات التّسليم من التّلاقي بين المتجادلين في بعض النّقاط والاختلاف فيما يتوقف عليه هذا الشّرط الّذي يقضي مقدّمة صغرى أخرى تحيل النّتيجة إلى العدم، ثمّ عندما يسوق المعترض ما يرجّح رأيه ويدعمه، فلا يملك الطّرف الآخر إلّا التّسليم بتلك الحجج المنطقيّة؛ لأنّ المعترض قد سلّم له ببعض الجزئيّات الّتي تمثّل الأرضيّة الّتي يقف عليها الجميع، وتعود المرجعيّة المنطقيّة للتّسليم بأشكاله عند أبي البركات إلى الاعتراض على أصول النّحو القائمة على المسموع والمقيس والقول بالأصل المستصحب، وعليه؛ فإنّ الدّراسة توصي بعقد دراسات موازنة بين كتب الخلاف النّحوي للوقوف على تفاصيل المرجعيّة المنطقيّة للمذاهب اللّغويّة المختلفة بعيدًا عن النّظرة الأحاديّة الّتي يمثّلها الأنباريّ.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية