التسامح اللساني في الحضارة العربية والإسلامية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية كلية الآداب والعلوم الإنسانية رئيس قسم اللغة العربية

المستخلص

لا شك أن الحضارة العربية والإسلامية قد عرفت تنوعًا لسانيًّا، من خلال الانفتاح على الآخر، ممّا أفرز إقامة حوار حضاري راقٍ كانت إحدى وسائله الترجمة والنقل. وقد بدا هذا جليًّا خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين، في بذل العلماء كل طاقاتهم وسعيهم الحثيث من أجل نقل العلوم وترجمة المفاهيم من عدة لغات إلى العربية، وأعقب ذلك إبداع علمي وتميز معرفي في مختلف العلوم والمعارف والفنون.
ويتنزَّل هذا الانفتاح ضمن منظومة فكرية ودينية، نتجت من كون التنوع اللغوي واختلاف الألسن آيةً من الآيات الكونية، والتسامح اللساني ملمحًا إنسانيًّا، حيث ما من رسول إلا وأرسله الله سبحانه إلى قومه بلسانهم؛ لتحقيق أحد أهم الوظائف الرسالية التواصلية وهي الوظيفة البيانية.
وفي هذا الصدد يندرج هذا البحث في استجلاء مظاهر التسامح اللساني من خلال النقاط الثلاث الآتية:
1 - التسامح اللساني في القرآن الكريم: من خلال إبراز نماذج من عدة وضعيات تخاطبية أهمها بين الأنبياء وأقوامهم؛ تهدف جميعها إلى تحقيق الوظيفة البيانية، وتبرز مدى الترابط الأخوي بينهم.
2 - التسامح اللساني في السيرة النبوية: وفي موقفه ﷺ وموقف أصحابه من التعدد اللغوي.
3 - التسامح اللساني في الخطاب العلمي قديمًا: ونعرض فيه نماذج من مواقف علمائنا قديمًا في مجال التسامح اللساني تنظيرًا وممارسةً، فمن المنظرين للتسامح اللساني ابن حزم، وممّن تعاطوا هذا المفهوم الراقي أبو الريحان البيروني، ما جعل هؤلاء يقدّمون الصورة المشرقة والمشرّفة عن حضارة أسهمت في البناء الفكري والعلمي للإنسانية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية