" بيريت ، علي رأسها….."

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ - قسم اللغة الفرنسية كلية الآداب جامعة القاهرة

المستخلص

هل توجد نماذج مقولبة في تاريخ التصويرات المتعلقة بالمرأة في أثناء العمل؟ سؤال تطرحه بعض الأساليب التمثيلية للمرأة, حيث تبدو وكأنها قد اكتسبت طابعًا "ثقافيًا"، بمعنى أنها تبدو وكأنها تتعلق بمجتمعٍ بعينه. ولكي ننجح في عرض فكرتنا على القاريء بوضوح فإننا قد اخترنا أن نلجأ إلى مجموعة متباينة من الصور.  هكذا تأتي الصور المستخدمة هنا بوجه عام من عالمين مختلفين، الأول هو الرسومات التي تعتبر ذات صبغة علمية من حيث أن الهدف منها هو إبراز ما يشرحه نص كتابي عبر شكل مرئي. أى أن تلك الصور ذات وظيفة توضيحية. أما المصدر الثاني فهو عالم اللوحات الفنية. وفي جميع الأحوال فإن تلك الرسومات تقدم لمتلقيها شخصيات بعينها تنتمي لعالم المرأة الريفية أو في قول آخر المرأة العاملة. و بفحص النوعين من الصور سيلاحظ معنا المتلقي وجود عنصر مشترك، حتى و إن كانت بعض الصور قد رسمت أصلا بالقلم الأسود على خلفية بيضاء،بينما بعضها الآخر تم تنفيذه بالألوان ، وهكذا يلاحظ المتلقي تكرار أحد التفاصيل. و لكن كي لا نستبق الخطوات، و نترك لقارئنا متعة تتبع تسلسل الأفكار،  سنقول بكل بساطة أنه أحد التفاصيل التي لها علاقة مباشرة بمجال عمل المرأة المطروح في الرسومات. وهكذا،يمكن لقارئنا، بل و يحق له كل الحق، أن يطرح سؤالا يتيح متابعة الموضوع، ألا وهو السؤال التالي: ما العلاقة بين كل ما سبق و عنوان البحث "بيريت، على رأسها..."؟ ومما لا شك فيه أن سؤالا آخر سيتبعه ، وهو: لماذا يدرج العنوان اسم فلاحة فرنسية، تم استقاءه من إحدى حكايات "لافونتين" الشهيرة؟ وبالتأكيد خمن القاريء الإجابة على هذين السؤالين اللذين قد طرحناهما للتو..لذلك لن ننبس ببنت شفة حاليا، حيث أن صلة البحث بالعنوان سينكشف عنها الستار تدريجيا خلال البحث ذاته...
باختصار، بعد طرح موضوع القولبة في التصوير التمثيلي، يتناول هذا البحث فكرة عمومية الثوابت في تلك التصويرات، ومع هذا التعمق أكثر فأكثر - كما المنقبين عن الآثار - سوف نكتشف بعض المدلولات المتأصلة بل واتساع رقعة التأصل. يبدأ بحثنا هذا من أحد رسومات وصف مصر.

الموضوعات الرئيسية