الجند الاتراک والدولة الخوارزمية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة القاهرة کلية الاداب قسم التاريخ

المستخلص

الجند الأتراک والدولة الخوارزمية
استقرت أعداد کبيرة من قبائل قينقلي الترکية المتفرعة من القبجاق في أراضي الدولة الخوارزمية عقب زواج السلطان علاء الدين تکش من ترکان خاتون ابنة أحد زعمائهم، ونظرًا للقرابة التي کانت تربط هذه القبائل بترکان خاتون فقد حظي رجالها برعايتها واهتمامها، ووصلوا إلى أعلى المناصب في الدولة، وذلک بعد أن أطلقت أيديهم في کافة شئونها، وانخرط معظمهم في الجيش، وأصبحوا يکونون قوة وعصبية لا يستهان بها، وبخاصة قادة الجيش الذين کانوا يستمدون قوتهم وسطوتهم من کثرة أتباعهم، وکان الجند الأتراک لا يطيعون إلا الأوامر الصادرة منهم، فتضاءلت قوة الخوارزميين أمام تلک الأرستقراطية العسکرية، وتجلى ذلک في تدخلهم في ولاية العرش، وتآمرهم على قتل بعض السلاطين الخوارزميين الذين حاولوا کبح جماحهم.
وکانت المنافع الشخصية والمکاسب المادية هي المحرک الرئيسي لمعظم قادة الجند الأتراک الذين أقدموا على خيانة سلاطين الدولة الخوارزمية، فراسلوا أعداءهم، ودخلوا في طاعتهم طمعًا في المزيد من المکاسب، فکانوا أشبه بالجند المرتزقة الذين يبيعون خدماتهم إلى من يرون في اتباعه ضمانًا لمکاسب أکبر، أو لمن يُطلِق لهم العنان في سلب ممتلکات الأهالي الآمنين، فأزعجت هجماتهم حکام الدول الإسلامية المجاورة لهم، فقاموا بمحاربة السلطان جلال الدين منکبرتي، وألحقوا به الهزيمة، فضلًا عن قيامهم برفض دعوته لتوحيد جبهتهم أمام المغول الذين اجتاحوا دولته للمرة الثانية، وتمکنوا من الاستيلاء على جميع أراضيها.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية