اللَّبْسُ المتعمَّدُ في الاستعمال العربي: أنماطُه وأغراضُه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب - جامعة المنوفية

المستخلص

يحاول هذا البحث الوقوف على حقيقة مفادُها أن العرب کما کانت ترمي إلى أمن اللبس فإنها کانت تقصد إليه أحيانًا، فيتعمد المتکلم الإلباس على السامع لأغراض مختلفة، فالاستعمال ملک للمتکلم وحده، فهو – وحدَه – من يملک إرادة الإبانة أوالإلباس، لأغراض تتعلق بظروفه وأحواله وغاياته في زمن التکلم، فقد يتعمد الإبهام فيستعمل أنماطًا مختلفة يواري بها بنيته العميقة، ويُظهر بنية سطحية يفهمها السامع بشکلٍ غيرِ الذي يريده، أو يجد السامعُ نفسَه بين أوجه متعددة يحتملها القولُ، فلا يملک أن يجزم بأحدها، وهو مما يَسِمُ تلک اللغةَ بالاتساع والمرونة والعبقرية.
ومع تطور المجتمع أصبح الناس في حاجة إلى المداراة، فاستغلوا ظاهرة اللبس المفترض وجودها فيما بين المتکلمين، فبنوْا عليها مداراتهم، فعمدوا إلى اللبس عمدًا! کان اللبسُ في المجتمع البدائي أمرًا مألوفًا تفرضه طبيعةُ الحياة البدائية القاسية، وکثيرًا ما تخلو مدلولات الکلمات في هذا المجتمع البدائي من الدقة، ويکثر فيها اللبسُ والإبهامُ، وهي غالبًا لا تعبر إلا عن ضرورات الحياة اليومية، ولذلک کانت جملُها قصيرة، وروابطُها قليلة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية