قصيدة المديح النبوي (صلى الله عليه وسلم) بين البوصيري وشوقي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب - جامعة القاهرة - فرع الخرطوم

المستخلص

بدأت قصيدة المديح النبوي دفاعًا عن الإسلام، مثل ما جاء عند حسان بن ثابت (رضي الله عنه)، أو اعتذارًا عما بدر من جاهلية، مثل لامية کعب بن زهير (رضي الله عنه).
في العصر الأموي اقترنت قصيدة المديح النبوي بمديح آل البيت (رضي الله عنهم)، وسارت کذلک عند المخضرمين من الأمويين والعباسيين، وتوالى المديح رثاءً للحسين بن علي (رضي الله عنهما). واتسع في عهد الدولة الفاطمية، وبعد انهيارها استبقى صلاح الدين من أعيادها المولد النبوي، ذلک الذي کان مجالًا لازدهار قصيدة المديح النبوي.
ونقف عند البوصيري (606- 698ه) إمام المادحين، وصاحب (بردة المديح المبارکة)، وقد تأثر بمن قبله، وأثَّر فيمن بعده. وفي العصر الحديث وجدنا أحمد شوقي ينْظِم ثلاث قصائد في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ووقفنا عند تميُّز صنعة شوقي، وقد تأثَّرَ البوصيريَّ، وفاقه، وهو المُجِلُّ لسبقه وبراعته؛ فحيث يقول البوصيريُّ في بردته:
ســــرَيْتَ مِن حـــرَم ليــلا إلى حــرم     کما سَــرى البدْرُ في داجٍ من الظُّلَم
يتقدم شوقي مُعارضًا، ويخرج من مجرَّد المعارضة إلى الإبداعِ الفنيِّ الجديد المتميِّز، شعريَّةً في التصوير وانتقاء الألفاظ وبناء الجملة، مع سحر النغمِ الموسيقيِّ الآسِرِ:
           أســـرى بک اللهُ لـيلًا إذْ مـــلائــکُــه     والرُّسْلُ في المَسجدِ الأقصَى على قدَم
ومع هذا التفوُّقِ الفنيِّ نرى تأدُّب شوقي مع البوصيري أستاذه وأستاذ المادحين:
المــــادِحُــون وأرباب الهـــوَى تَبَــع     لصــاحِب البُردَة الفيْــحاءِ ذي الـقِـدَم
اللهُ يشـــــــهَــدُ أنِّـــي لا أُعــارِضُــــــــه     مَـنْ ذا يُعــارضُ صَــوْب العارِض العَـرِم

الموضوعات الرئيسية