دراسة حول التنوير في کتاب "محاضرات في الدستور" مراجعة الدراسات السابقة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

Faculty of Arts Cairo University

المستخلص

في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، استيقظت اليابان من سبات طويل على أصوات السفن الحربية الأمريکية، و التي أطلق عليها اليابانيون "السفن السوداء" و ذلک لکثافة البخار الأسود و لحداثة عهد اليابانيين بالسفن البخارية.
شاع الذعر داخل اليابان عامة و مثقفين، خوفا من مصير جيرانها مثل فقد السيادة على الأراضي کما حدث بالصين أو الاحتلال الکامل مثل الهند.
رفعت اليابان مع بدايات عهد الإمبراطور الجديد  و الذي أسقط حکم الساموراي الذي استمر لأکثر من 600 عامًا، شعار" جيش قوي و دولة غنية"، و ذلک من خلال تحديث الدولة و المجتمع لتفادي ذلک المصير.
نتج عن هذا التحديث صراع فکري و صدام حضاري بين الفکر و الحضارة الغربية الحديثة و التي تشکل مکونات التحديث و بين الموروث الثقافي المتجزر داخل المجتمع و الدولة اليابانية.
من أوجه هذا الصدام، شکل الدولة و نظامها السياسي الذي آلفه الحکام و المحکومين و الشکل الغربي بقيم جديدة تنظم العلاقة بين الحاکم و المحکوم.
فقد کانت هناک معاناة وقلق من التغيير السياسي و التحول من نظام ملکي مطلق تقليدي إلى ملکية دستورية، حيث تتحول و تتبدل قيم مکونات النظام السياسي، مثل تغيير الملک المطلق إلى الملک المقيد بالدستور، و تتحول رعية بدون حقوق مکبلة بواجبات الطاعة إلى مواطنين لهم حقوق و سلطات، و من حکم الساموراي حيث الولاء و الطاعة إلى حکومة الوزراء و نظام نيابي يشرع و يراقب الحاکم.
 بالفعل أقامت اليابان نظام نيابي بعد إعلان الدستور عام ١٨٨٩ و تشکلت اول حکومة دستورية و أصبحت اليابان ملکية دستورية، و لکن ظلت هذه المعرفة حبيسة طبقة السياسين الذين استغلوا جهل العامة للدستور من أجل التحکم في مصائرهم و توطيد الحکم العضود.
 يعتبر المفکر و عالم القانون مينوبا طاتسيکيتشي من المفکرين اليابانيين الذين اجتهدوا من أجل تنوير الشعب اليابانى بهذا النوع من المعرفة الجديدة، و الذي أدى إلى صدامه مع السلطة و منع نشر کتاباته و عزله من وظائفه.
فقد عمل مينوبا علي التعريف بماهية الدولة و حق السيادة، و الحقوق و الواجبات للحاکم و المحکوم و غيرها من المعرفة الدستورية و ذلک من خلال کتابه "محاضرات في الدستور" الذي ألفه عام ١٩١٢.
يقوم الباحث، بتناول رؤية مينوبا في تنوير الشعب اليابانى بالمفاهيم و المعرفة الدستورية و کيف کان يحاول التحذير من المصير المحتوم بفشل الدولة لقلة وعي الشعب بهذه المعرفة و استغلال هذا الجهل من قبل المفکرين المقربين من السلطة.
تأتي أهمية هذا الدراسة في التناول الجديد لکتاب مينوبا و الذي يصنف على أنه کتاب في الدستور و القانون فقط، لکن الباحث يتناول الکتاب منناحية جديدة، و هي الناحية التنويرية من خلال تحليل محتواه و لغته و اسلوبه و قراءه.
ينقسم البحث إلى فصلين : يقوم الباحث في الفصل الأول، باستعراض الدراسات السابقة حول هذا الکتاب لبيان أصالة البحث مع إلقاء الضوء على الخلفية التاريخية و السياسية خلف إصدار الکتاب. ثم يقوم الباحث فى الفصل الثاني، بتناول محتوى الکتاب و الترکيز على الطرق التنويرية التي اتبعها مينوبا ازاء المعرفة الدستورية. کما يقوم الباحث بنقد مواقف و طرق مينوبا في شرحه لبعض المفاهيم، مرجعا التناقض و الغموض لمينوبا في بعض المواضع إلى طبيعة تغلل الموروث الثقافي التقليدي داخله و تربيته التقليدية التي تدفعه في بعض الأحيان إلى رفض عناصر و قيم و أفکار الحضارة الغربية و التي دائما ما کان يتهم انه حامل لوائها داخل اليابان، و التي أدت إلى فقده وظائفه و مصادرة مؤلفاته

الموضوعات الرئيسية