خطاب الجنون في رواية العصفورية لغازي القصيبي -مقاربة في الحجاج-)

الحجاج موضوع مهم يحضر في مقاربات لخطابات متنوعة علمية وإنسانية وثقافية؛ لاستناده على العقل، واعتماده مبادئ الحوار والتواصل والإقناع والتأثير. وعلاقة السرد بالحجاج علاقة وثيقة؛ إذ لا تکاد تخلو النصوص السردية سواء کانت روايات أو قصصًا أو حکايات من الأسلوب الحجاجي الذي يبدو ظاهرًا بوضوح بوصفه وسيلة تستخدمها الشخصيات للدفاع عن قضيتها، أو تبرير سلوکها، أو لغرض الإقناع أو غير ذلک. ومن هنا، کان الاهتمام بالبحث عن وسائل إقناعية وتقنيات حجاجية في الخطابات التي تصدر عن الأدباء في أعمالهم الأدبية، ومن بين هؤلاء الأدباء الأديب السعودي غازي القصيبي.
يرکز البحث على دراسة واحدة من الآليات التي اعتمدها الکاتب في البنية الحکائية لرواية (العصفورية) التي يمکن أن تحقق هذا الهدف، وهي(الجنون) إذ يتناول حجاجية خطاب الجنون في الرواية، وأثره في البنية الحکائية ومضمونها، لتضمنه عناصر حجاجية متنوعة؛ مما يخرجه من مفهوم الجنون بدلالاته التقليدية إلى أن يکون خطاب العقل، ووسيلة للبوح وحرية الرأي. ومن هنا، ينطلق البحث للإجابة عن سؤال مرکزي: کيف يمکن أن يکون خطاب الجنون خطابًا عقليًا بالاستناد على بنيته الحجاجية؟