فقراء المدن الجديدة آليات إعادة إنتاج الفقر الحضرى بمدينة السادس من أکتوبر

تبنت الدولة المصرية سياسة المجتمعات العمرانية الجديدة محاولة استغلال الموارد المتاحة وفتح آفاق جديدة للتنمية الحضرية، وحل مشاکل النمو الحضري المتزايد وعلى رأسها مشکلة الفقر الحضري، وقد خصصت الحکومة المصرية استثمارات هائلة لإنشاء المدن الجديدة، تم إنفاقها بالفعل، واختيرت مواقع المدن الجديدة، وخططت أحياؤها السکنية وأقيمت المساکن،وفتحت بعض المدارس والمستشفيات کما أنشئت المصانع، وشهدت المدن الصناعية منها توطنًا لصناعات متفرقة ما بين الثقيلة والمتوسطة والخفيفة. هذه الاستثمارات في بلد فقير کمصر تکون مقبولة لو أن المدن الجديدة حققت أهم الأهداف التي أنشئت من أجلها، وهو تقليص الفقر الحضري باعتبار أن سياسة إنشاء المدن الجديدة تعبر عن إحدى السياسات الصديقة للفقراء من خلال قدرتها على حل مشکلة الإسکان الحضري بأبعادها المختلفة؛ الفقر، والأحياء المتخلفة، والبطالة، والانحراف الاجتماعي، والامتداد الفيزيقي غير المخطط. لکن ما يرصده الواقع المصري عکس ذلک فقد تزايدت معدلات الفقر، وظهرت صورة جديدة من صور الفقر والحرمان في تلک المدن الحضرية.  لهذا يسعى البحث الراهن للتعرف على دور المدن الجديدة في التخفيف من حدة الفقر الحضري  أم أنها ساهمت في خلق صورة جديدة من الفقر والفقراء، وما أهم آليات إعادة إنتاج الفقر في هذه المدن رغم ما تتمتع به من مقومات حياتية أفضل؟