تعبيرية الإلقاء وإيقاع الشعر أداء بردة البوصيري نموذجًا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس- قسم اللغة العربية وآدابها- کلية الآداب- جامعة القاهرة

المستخلص

تحاول هذه الدراسة الاقتراب من فنين موازيين يکمل کل منهما الآخر، وهما الشعر والإلقاء؛ حيث لم يکن الشاعر الجيد في البدايات إلا ملقيًا/ مؤديًا جيدًا في الوقت ذاته، فإذا فقد الوسيلة التي يقدم من خلالها إبداعه، فکيف له -إذن- أن يتواصل مع جمهوره ومتلقي هذا الإبداع؟! کان الشعراء يتسابقون فيما بينهم على إبداع الشعر -من ناحية- وعلى توصيل هذا العمل الأدبي إلى المتلقي بطريقة لا تقل إبداعًا -من ناحية أخرى.
والإيقاع هو الرکيزة الأساسية التي يقوم عليها کلا الفنين، فالإيقاع هو الخصيصة التي ميزت الشعر عبر تاريخه، وٍأخرجته من دائرة الکلام العادي. والإيقاع -أيضا- هو لب فن الإلقاء، فالإلقاء هو فن النطق بالکلام، وفن النطق بالکلام هو فن التعامل مع الصوت الإنساني وتطويعه لتوصيل الدلالات التي يريد الناطق تقديمها للمتلقي، وذلک بطريقة جذابة لا ملل فيها.
وقد اختارت هذه الدراسة أن تبدأ أولا بالجانب النظري –متخذة الوصف والتحليل منهجا لها- من خلال الوقوف على أهم مصطلحات فن الإلقاء التي تعرض لها عبد الوارث عسر صاحب الکتاب العمدة "فن الإلقاء" ثم اقتربت من الجانب التطبيقي عبر الأداء الذي قدمه نخبة من أهم المؤدين في القرن العشرين لقصيدة بردة البوصيري، محاولة بيان العلاقة الجدلية بين الفنين، وتأثير طرق الإلقاء على إيقاع الشعر.
وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها أن فن الإلقاء بطرقه ومناهجه المختلفة، ومصطلحاته، لها تأثير کبير على خلخلة إيقاع الشعر العربي، وربما کان لذلک أثر کبير في إعادة النظر في إيقاعات الشعر العربي في العصر الحديث، والتجديد فيها.

الموضوعات الرئيسية