اللَّوحة الشِّعريَّة بين أدوات الشاعر، وثقافة الناقد المعاصر: (مقاربة نقديَّة)

تعالج هذه الد ا رسة موضوعًا نقديًّا يختصُّ بظاهرة أدبية وهي اللَّوحة الشِّعريَّة، بهدف
معرفة مدى فاعلية اللغة النّقديَّة المتبادلة بين الشِّعر والتشکيل )الرسم( في النَّقد الأدبي
المعاصر؛ والتي لم تحظ باهتمام کثير من النقاد والدارسين؛ ومن هنا جاءت أهمية مناقشة
هذه الإشکالية في مباحث هي: الشِّعر والتشکيل، وعناصر الصُّ ورة التَّشکيليَّة، والنَّقد التَّشکيليّ
للَّوحة الشِّعريَّة. أما المنهج المتبّع في الدِّ ا رسة، فهو المنهج الوصفي التحليلي للظاهرة الأدبية
)اللوحة الشعرية(، ومعطياتها؛ تحقيقًا لمقاربة نّقديَّة تهدف إلى الکشف عن سماتها الجمالية.
وقد خلُص البحث إلى مجموعة من النتائج من أهمّها:
وجود علاقة تبادليَّة بين الشِّعر، والرَّسم من خلال الاشت ا رک في المصطلحات، -
والأدوات التي تؤلّف البنية الفنيَّة للخطاب الجماليِّ والثقافي لکلٍّ منهما. اوغفال الد ا رسات
المعاصرة لآليات النقد التي تجمع بين الشعر والتشکيل رغم الإق ا رر بوجود العلاقة بينهما،
ولافتقارها للثَّقافة اللازمة في التعامل مع خصوصية هذه النُّصوص الجماليَّة؛ فهذا النَّقد لابدّ
أن يفيد من العلاقة بين التَّشکيل والشِّعر، ويبرز جدوى الاستعانة بأدوات الفنون الأخرى أثناء
الفحص النَّقدي، فکما يستعير النَّقد التَّشکيليّ أدوات النَّقد الشعري يحدث العکس أيضًا،
فتغدو الثقافة النّقديَّة التَّشکيليَّة جزءًا من الفکر النَّقدي المعاصر .