التَّناصُ الحِجَاجِي عِنْدَ سَهْلِ بنِ هَارُونَ رِسَالَتِهِ (فِي البُخْلِ) نَمُوذَجًا

يختص هذا البحث بد ا رسة التناص الحجاجي في رسالة )في البخل( لسهل بن
هارون، للکشف عن التناصية بوصفها است ا رتيجية حجاجية کونت نسيج النص عبر علائق
ت ا رثية؛ فالنص محل تقاطعات لا تحصى من الاستشهادات والاستدعاءات الخارجية التي نفذ
سهل من خلالها إلى حجاج المتلقي العربي بوجه عام، واحتوى الط رح على تح د لقيمة الکرم
العربية، کما حرک ا رفدا ت ا رثيا منفتحا على عدة مرجعيات، ل ي ک و ن المشهد الحواري عبر
مرجعية تتفق مع فکر المتلقي إن لم يتعداه إلى عاطفته ووجدانه. وقد خلص البحث إلى
مجموعة من النتائج؛ أبرزها أن سهلا حاول بناء نموذج استثنائي لتقبل فکرة بخله عبر نقض
قيمة الکرم العربية، فاستدعى أقوال الآخرين ومواقفهم لبؤرة حجاجه، وکذلک لم يحتج سهل
بمجمل أقواله وأفعاله في الأغلب الأعم مقارنة بالأکثرية المطلقة للآخر قولا وعملا، - -
ليکتسب الخطاب وضعية خاصة بوصف التناص الآلية الحجاجية الأکثر نجاعة وقوة في
إفحام خصمه الذي قد يرفض بدوره ما يدور على لسانه من أ ا رء نتيجة الرفض النفسي
لشخصه، فاستخدم آلية حجاجية تناصية متنوعة؛ ما بين الموروث الديني والأدبي والتاريخي،
ليطوق المتلقي فکريا عبر رصيده المعرفي على اختلافه وتنوعه.